الهدى
اهلا بك زائرنا الكريم
يسعدنا أن تشاركونا مواضيعكم
يمكنك الدخول او التسجيل معنا
الهدى
اهلا بك زائرنا الكريم
يسعدنا أن تشاركونا مواضيعكم
يمكنك الدخول او التسجيل معنا
الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهدى

هدى و هداية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولموقع وليد نايت داوود
الإخلاص لله في قيام الليل 2 - استشعار أن ربك الجليل يدعوك للقيام . 3 - الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوك إلى القيام . 4 - معرفة مدى تلذذ السلف بقيام الليل . 5 - النوم على الجانب الأيمن . 6 - إدراك أن قيام الليل سبب لطرد الغفلة عن القلب 7 - استشعار أن الله يرى ويسمع صلاتك في الليل 8 - معرفة مدى اجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام الليل 9 - التأمل في وصف المتهجدين بالليل 10 - دعاء الله بأن ييسر لك القيام 11 - النوم على طهارة 12 - معرفة أن الله تعالى يضحك لمن يقوم الليل 13 - معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايترك قيام الليل حتى وهو مريض 14 - معرفة مدى اجتهاد الصحابة في قيام الليل 15 - التبكير إلى النوم بعد العشاء 16 - إدراك أن قيام الليل سبب للفوز بالحور الحسان 17 - النوم على نية القيام للصلاة 18 - معرفة أن الله يباهي بقائم الليل الملائكة 19 - معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايترك قيام الليل حتى في أرض الجهاد . 20 - اجتناب الذنوب والمعاصي . 21 - المحافظة على الأذكار الشرعية قبل النوم 22 - معرفة الثواب العظيم الذي أعده الله لأهل قيام الليل . 23 - الرسول صلى لله عليه وسلم لايترك القيام حتى في السفر 24 - معرفة مدى اجتهاد نساء السلف في القيام . 25 - إدراك مدى قلة وغربة من يقوم الليل . 26 - إدراك أن قيام الليل سبب لسعادة القلب وانشراح الصدر . 27 - اجتناب كثرة الأكل والشرب 28 - معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي زوجاته على القيام 29 - إدراك مدى حرص الأمراء والخلفاء على القيام 30 - استشعار أن الشيطان يحاول أ يمنعك من قيام الليل 31 - إدراك أن قيام الليل سبب للإنتصار على الأعداء في الجهاد . 32 - عدم التلفف بأغطية كثيرة عند النوم 33 - معرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي بناته على قيام الليل 34 - التأمل في مناجاة أهل الليل لربهم 35 - إدراك أن قيام الليل سبب للنجاة من النيران . 36 - عدم الإفراط في النوم 37 - معرفة وصيا السلف في قيام الليل . 38 - محاسبة النفس وتوبيخها على ترك القيام . 39 - معرفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا للتنافس في قيام الليل . 40 - إدراك أن قيام الليل سبب للفوز بالجنات . 41 - مجاهدة النفس وإكراهها على القيام . 42 - المحافظة على الأذكار الشرعية عند الاستيقاظ من النوم . 43 - إدراك أن قيام الليل سبب لتخفيف طول الوقوف يوم القيامة . 44 - معرفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتفقد أصحابه ويوقظهم لقيام الليل . 45 - إدراك مدى حسرة وبكاء السلف عند فوات قيام الليل 46 - إدراك أن قيام الليل سبب لتكفير السيئات . 47 - الحرص على أكل الحلال . 48 - التواصي فيما بيننا لقيام الليل . 49 - معرفة كيف كان السلف يتواصون فيما بينهم لقيام الليل . 50 - إدراك أن القيام هو الشرف الحقيقي للمؤمن . 51 - معرفة مدى اجتهاد العلماء في القيام . 52 - تربية النفس على علو الهمة والتعلق بالمعالي . 53 - إدراك أن القيام صلة بالله تعالى . 54 - استحضارا لجنة ونعيمها . 55 - نضح الماء على الوجه عند الاستيقاظ لقيام الليل . 56 - إدراك أن قيام الليل سبب لحسن الخاتمة . 57 - معرفة كيف كان السلف يؤثرون قيام الليل على مجالسة الزوجات والولدان . 58 - اتهام النفس بالتقصير في القيام . 59 - استحضار النار وعذابها و أنكالها . 60 - معرفة أن القيام سبب لإجابة الدعاء . 61 - التسوك عند الاستيقاظ إلى قيام الليل . 62 - إدراك أن المواظبة على قيام الليل سبب لترك الذنوب . 63 - معرفة كيف كان نساء السلف يوقظن أزواجهن إلى القيام . 64 - معاقبة النفس على ترك القيام . 65 - إدراك أن القيام سبب للثبات على طريق الاستقامة . 66 - الزهد في الدنيا 67 - قيام الليل جماعة أحياناً . 68 - معرفة أن القيام سبب للفوز بمحبة الله . 69 - اجتناب كثرة الضحك واللغو . 70 - السلف لا يريدون الحياة إلا لأجل القيام . 71 - التعلق بالدار الآخرة . 72 - معرفة أن القيام سبب لبهاء الوجه وإشراقه . 73 - قصر الأمل والإكثار من ذكر الموت . 74 - إدراك أن القيام عون على مواجهة التكاليف والمشاق العظام . 75 - إيقاظ الزوجة والأهل للقيام . 76 - معرفة أن القيام يشفع لصاحبه يوم القيامة . 77 - السلف يتحسرون على فوات قيام الليل وهم في السكرات . 78 - تربية النفس على المسابقة إلى الطاعات . 91- معرفة أن الملائكة تستمع لمن يصلي بالليل . 92- إدراك أن القيام تربية للنفس على الإخلاص . 93- السلف يربون زوجاتهم وأمهاتهم على القيام . 94- معرفة أن القيام كان مشروعاً حتى في الأمم السابقة . 95- استعمال ما يطرد النعاس عن المرء وهو يصلي . 96- معرفة كيف كان السلف يربون أبنائهم على القيام . 97- معرفة أن الحيوانات تذكر الله وأنت نائم . 98- إدراك أن القيام تزكية للنفس من أمراضها وآفاتها . 99- معرفة كيف كان السلف يربون ضيوفهم على القيام . 100- تنويع هيئة الصلاة بين القيام والقعود . 101- إدراك أن القيام تربية للنفس على التعلق بالمعالي . 102- معرفة كيف كان السلف يربون تلاميذهم على القيام . 103- إدراك أن القيام سبب للتوفيق والفتوحات والفهم . 104- قضاء التهجد بالنهار إذا فاته لعذر . 105- السلف يحافظون على القيام حتى وهم في السفر . 106- الحرص على القيلولة في النهار . 107- إدراك فضل صلاة الليل على صلاة النهار 79 - إدراك أن قائم الليل يؤثر في الناس أكثر من غيره 80 - تذكر القبور وأهوالها . 81 - إدراك أن القيام سبب للفوز برحمة الله . 82 - تكليف من يوقظك لقيام الليل . 83 - السلف يفرحون بقدوم الليل ويحزنون على فراقه . 84 - المواظبة والمداومة على القيام . 85 - استحضار القيامة وأهوالها . 86 - افتتاح القيام بركعتين خفيفتين .. السلف يتقاسمون القيام فيما بينهم . 87 - إدراك أهمية دقائق الليل والسحر . 88 - معرفة أن القيا سبب لطرد الأمراض عن البدن . 89 - التدرج في عدد الركعات وطول القيام . 90 - السلف يحافظون على القيام حتى وهم مرضى .

 

 فصل في أسماء الإيمان والدين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
walid
المدير العام للمنتدى
walid


عدد المساهمات : 553
نقاط : 1650
تاريخ التسجيل : 19/10/2009
العمر : 30
الموقع : www.walid3.jimdo.com

فصل في أسماء الإيمان والدين Empty
مُساهمةموضوع: فصل في أسماء الإيمان والدين   فصل في أسماء الإيمان والدين Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 21, 2009 3:54 pm

تعريف الإيمان
بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين، وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين.

قال -رحمه الله تعالي-:

فصل: والإيمان: قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، قال الله -تعالي-: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ فجعل عبادة الله -تعالي- وإخلاص القلب وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة كله من الدين .

هذا موضوع آخر يقال له: "أسماء الإيمان والدين" ويتعلق به التكفير والتفسيق ونحوه، وهو الذي عند المعتزلة، يسمى المنزلة بين المنزلتين؛ وذلك لأن الأمة اختلفوا في مسمى الإيمان فتباينت فيه أقوالهم.

الإيمان في اللغة: هو التصديق. ولكن الشرع أضاف إليه إضافات، وأدخل فيه الأعمال، وأدخل فيه الأقوال، فأصبح الإيمان شاملًا للعقائد والأقوال والأعمال، أصبح مسمى شرعيا، وما ذاك إلا أن المسميات الشرعية نقلت من مسماها اللغوي إلي مسمى خاص كسائر المسميات الشرعية، فعندما -مثلًا- أن العرب لا تعرف اسم الإيمان إلا أنه التصديق، ولا تعرف اسم الكفر إلا أنه التغطية، تغطية الشيء وستره يسمي عندهم كفرا في قول شاعرهم:

في ليلة كفر النجوم ظلامها




..........................

ولا تعرف الفسق إلا أنه هو الخروج -فسقت الرطبة: خرجت من قشرتها- ولا تعرف النفاق إلا أنه الاستخفاء، ولا تعرف الشرك إلا أنه الاشتراك في التجارة أو نحوها، ولا تعرف التوحيد إلا أنه الواحد المفرد العدد الفرد، فجاء الشرع وجعل لهذه الألفاظ مسميات شرعية، ونقلها من المسمى اللغوي إلي المسمى الشرعي.

فالإيمان -مثل ما سمعتم-: قول باللسان، وعقد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. هذا هو مسمى الإيمان في الاصطلاح أو في الشرع، في لغة الشرع أدخل فيه الأعمال وسماها إيمانا -كما ستأتي الأدلة عليه إن شاء الله- بعد أن كان الإيمان هو التصديق، أما الكفر: فإنه الخروج من الدين وجحد الرسالة، وجحد النبوة وجحد التوحيد.

وجحد وإنكار العبادة يسمى كفرا شرعا، أما اسم الفسوق: فهو المعصية؛ لأنها خروج عن الطاعة، أما النفاق: فهو مسمى شرعي يطلق علي إظهار الإيمان وإبطان الكفر، أما التوحيد فنقل من مسماه اللغوي إلي مسمى شرعي: أنه إفراد الله بالعبادة.

أما الشرك: فنقل من مسماه اللغوي إلى مسمى شرعي، وجعل اسما لدعوة الله ودعوة غيره معه -إشراك غير الله معه في نوع من أنواع العبادة- يسمى شركا. فهذه مسميات نقلها الشرع وجعلها لمسميات خاصة، والكلام الآن على الإيمان؛ ذلك لقدم الخلاف وقوة الخلاف فيه.

فذهب بعضهم إلى أن الإيمان هو المعرفة، من عرف فهو مؤمن، هل هذا صحيح؟ الله تعالى رتب على الإيمان الجزاء -رتب عليه الثواب- كثيرا ما يذكر الله الإيمان ويذكر ثوابه، فهل كل عارف يستحق الثواب؟ معروف -مثلًا- أن فرعون عارف، قال الله -تعالى- عن موسى: لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .

هل فرعون مؤمن؟ المؤمنون يدخلون الجنة، وكذلك إبليس عارف بأنه مؤمن بالله، عارف بأن الله ربه هو الخالق، فهل يقال له: مؤمن مستحق للثواب؟ كذلك -أيضا- المنافقون كثير منهم عارفون ولكنهم جحدوا عنادا، المشركون عارفون -أيضا- يقول الله -تعالى-: فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ .

فهل يقال: إنهم مؤمنون يستحقون ثواب الإيمان؟ إذن عرفنا أن هذا القول باطل، الذين قالوا: الإيمان هو المعرفة، هناك من يقول: إن الإيمان هو التصديق مجرد التصديق. وهذا القول مشهور عند فقهاء الحنفية، أن مجرد التصديق هو الإيمان، وقالوا: إنه هو مسمى الإيمان في اللغة.

ولهم كلام طويل، ولكن نحن نقول: إن الله -تعالى- قد وصف المؤمنين بصفات زائدة عن التصديق، مما يدل على أنه لا بد من التصديق مع الأعمال، فلا يكون المؤمن مؤمنا إلا بتلك الأعمال.

الدليل الأول: قوله -تعالى- في سورة الأنفال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ .
فجعل المؤمنين حقا هم المتصفون بهذه الخمسة، ومنها: ما هو عمل بدني كالصلاة، وعمل مالي كالزكاة كالنفقة، وعمل قولي كالذكر، وعمل قلبي كالوجل: وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فدل على أن الإيمان يعم هذه الأشياء.

الدليل الثاني: قوله -تعالى-: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ نفى الإيمان عن غيرهم هؤلاء، فأصبح من الإيمان الخرور: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا والتسبيح: التسبيح بحمد الله وعدم الاستكبار، والتجافي: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ والدعاء: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا إلى آخرها، فهذا كله من الإيمان.

الدليل الثالث: قوله -تعالى- في سورة الحجرات: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فجعل من الإيمان الجهاد، وجعل منه ترك الريب: ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وجعل منه العمل.

فلا شك أن هذا كله دليل على أن الإيمان شيء زائد على التصديق؛ إذن فيكون الإيمان مثل ما عرفه الموفق -رحمه الله- وهو قول أهل السنة، ذكروا أن البخاري رحمه الله يقول: رويت في هذا الكتاب عن ثلاثمائة من العلماء كلهم يقولون: الإيمان قول وعمل.

يريد بذلك أن مشياخة الذين أخذ عنهم كلهم على هذا القول: الإيمان قول وعمل. بدأ البخاري كتابه بعد المقدمة التي هي في الوحي بكتاب الإيمان، ثم قال: وهو قول وفعل ويزيد وينقص. ولم يذكر الاعتقاد؛ لأنه لا خلاف في الاعتقاد، هو قول وفعل واعتقاد، +ولما لم يكن الاعتقاد فيه خلاف، أو فلا، وذكر ما فيه الخلاف وهو القول والفعل، أن الإيمان تدخل فيه الأقوال والأفعال، ثم يترتب على ذلك كمال الإيمان ونقصانه وزيادته.

كثير من الحنفية والأشاعرة ونحوهم يعتقدون أن الإيمان شيء واحد، وأنه لا يتفاوت وأن الناس فيه مستوون، وأن إيمان جبريل وميكائيل، ومحمد وموسى، وعيسى إبراهيم -مثل إيمان أطراف الناس، وهذا بلا شك فيه خطأ؛ ذلك لأنهم متفاوتون في العقيدة وقوة اليقين، ومتفاوتون في آثار تلك العقيدة على العباد.

وإذا كانوا متفاوتين دل على أن الإيمان يتفاوت: فنحن نعرف أن هناك إنسانا رزقه الله علما وقراءة وتدبرا، وأقبل على السنة وأقبل على الحديث، وأقبل على القرآن وأخذ يتأمل، وقامت عنده الأدلة، ورسخت في قلبه أدلة الوحدانية وأدلة الربوبية، وأدلة البعث والنشور، وأدلة الأعمال والأحكام، وأدلة الرسل والإيمان بهم والملائكة ونحوهم رسخت في قلبه، وكان من آثار رسوخها أن انبعثت جوارحه، انبعثت بالأعمال فصار لسانه ينطق بالذكر، وصار سمعه لا يسمع إلا الخير، وصار بصره لا يبصر إلا ما فيه الخير، وكان سكوته ذكرا ونطقه ذكرا وعمله خيرا؛ كل ذلك من آثار ما رسخ في قلبه من تلك الأدلة.

هناك آخر: ما سمع إلا القليل، ولا اهتم إلا بالقليل من السنة، ولم يتعلم إلا أطراف المعلومات، ولكنه مع ذلك امتلأ قلبه بالزهو والسهو، امتلأ قلبه بزينة الدنيا وزهرتها والميل إليها، امتلأ قلبه بمحبة الشهوات، فإذا رأيته لا تسمعه يذكر الله إلا قليلًا، ولا ترى جوارحه تنطق ولا تنطلق إلا قليلًا بالأعمال الصالحة، بل هو ضد ذلك لا يذكر إلا ما يشتهيه، وما يميل إليه ولا ينطلق إلا إلى هوى نفسه، أعماله الصالحة قلة وقليلة، فهل يقال: إنهما سواء، هل يقال: إن إيمان هذا وإيمان هذا مستويان؟ الذي يقول ذلك ما معه فكر.

نعود إلى كلام الموفق، قوله: "إن الإيمان قول باللسان" يدخل في ذلك الأذكار هي من الإيمان، فإذا قلت: سبحان الله والحمد لله، والله أكبر وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا الله إلا الله، وأعوذ بالله وبسم الله والله ربنا. أليس هذا من الإيمان؟ هذا من الإيمان، وهو قول اللسان، وكذلك إذا دعوت إلى الله ودعوت إلى الخير وعلمت الناس الخير، وكذلك إذا قرأت كتاب الله وتلوته كل نطق تنطق به، وهو يدل على الخير فإنه من الإيمان.

يقال: هذه الكلمة إيمان، هذه التهليلة إيمان، وهذه التسبيحة من الإيمان، قول باللسان واعتقاد بالجنان -بالقلب-، الاعتقاد: ما انعقد عليه القلب، وتمسك به العقد، أصله انعقاد القلب على الشيء وعدم التردد في ثبوته، فإذا اعتقد قلبك ثبوت البعث فهذا من الإيمان.

إذا اعتقد قلبك ثبوت عذاب القبر فهذا من الإيمان، اعتقد قلبك ثبوت الوحي فهذا من الإيمان، اعتقد قلبك ثبوت الحشر والنشر والجزاء على الأعمال وتفاصيل ذلك فهذا من الإيمان، اعتقد قلبك ثبوت الملائكة وكثرتهم فهذا من الإيمان، اعتقد قلبك ثبوت الرسالة وكثرة الرسل فهذا من الإيمان... إلى آخر ذلك.

كل ما يعقد عليه القلب فإنه من الإيمان، ولا شك -أيضا- أنه يتفاوت، كذلك -أيضا- عمل الجوارح: فالصلاة من الإيمان، والصدقات من الإيمان، والصيام من الإيمان، والطواف والحج والوقوف ورمي الجمرات، والجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف، والدعوة إلى الله -تعالى- وما أشبه ذلك.

كل هذه من الإيمان؛ لذلك تجدون البخاري في كتابه -في صحيحه- يبوب على ذلك فيقول: باب الصلاة من الإيمان، باب أداء الخمس من الإيمان، باب أداء الزكاة من الإيمان، باب الصبر من الإيمان… وهكذا يعدد خصال الخير ويجعلها من الإيمان؛ لأنها من الأعمال بالجوارح، والأعمال بالجوارح هذا +أعظم من الإيمان.

أما الأدلة على ذلك فمنها قوله -تعالى- الآية التي سمعنا في سورة البينة: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ الدين هو الإيمان، فجعل هذه الخمس من الإيمان، العبادة يدخل فيها أنواع الطاعة، وأنواع القربات كلها من الإيمان.

الإخلاص: إرادة وجه الله -تعالى- بالعمل وعدم إرادة غيره، هذا -أيضا- من الإيمان الحنيف، وهو المقبل على الله معرضا ما سواه، هذا من الإيمان، الصلاة من الإيمان، الزكاة من الإيمان، كلها من الدين، كذلك الإيمان ذكر أنه يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، قد ذكرنا من ينكر الزيادة، وتبين لنا خطؤهم وبعدهم عن الصواب.

والأدلة واضحة على ذلك، قال الله -تعالى-: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "زادهم إيمانا" وفي الآية التي قرأنا في سورة الأنفال يقول -تعالى-: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا كذلك في سورة الفتح قوله -تعالى-: لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم.

كذلك في سورة التوبة يقول الله -تعالى-: وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ والحاصل: أن هذا دليل واضح على أن الإيمان يزيد وينقص، وكل شيء قبل الزيادة فإنه يقبل النقصان، والدين اسم للإيمان، وتعرفون حديث جبريل المشهور سأل فيه عن الإسلام، ففسر بالأعمال الظاهرة، ثم سأل عن الإيمان، ففسر بالأعمال الباطنة.

يعني: لما أقول: إن مع الإسلام الإيمان، فسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بأعمال القلب، ثم سأل عن الإحسان ففسر بالمراقبة والمشاهدة، ثم أخبر بأن هذا كله من الدين، قال: يعلمكم دينكم فصار الإسلام والإيمان والإحسان كله من الدين، وإذا قلت: هل هناك فرق بين الإسلام والإيمان؟.

فيه انتباه أو ترتيب، فيقال: إذا قرنا جميعا -ذكر الإسلام والإيمان جميعا- فإن الإسلام الأعمال الظاهرة، والإيمان أعمال القلب، وأما إذا اقتصر على واحد منهما فإنه يعم الجميع، لكن قد يشكل على الإنسان بعض الأدلة، مثل قوله -تعالى- في سورة الحجرات: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ .

قد كثر الكلام حول هذه الآية ولا إشكال فيها -والحمد لله-؛ وذلك لأن هؤلاء الأعراب أسلموا -يعني: استسلموا ظاهرا- والإيمان لا بد أنه يصير نابعا من القلب، وهؤلاء لم يصل الإيمان الحقيقي إلى قلوبهم؛ لأجل ذلك قال: وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ فجعلهم مرتابين -في قلوبهم ريب- فأثبت لهم الإسلام ونفى عنهم الإيمان: قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا .

وذلك لأنهم استسلموا ظاهرا وقلوبهم مترددة -يعبدون الله على حرف، فإن أصابهم خير اطمأنوا به، وإن أصابتهم فتنة انقلبوا على وجوههم- فهؤلاء نفى الله عنهم الإيمان؛ لأن الإيمان ينبع من القلب ويؤثر على الأبدان: يؤثر على السمع، ويؤثر على البصر، ويؤثر على اليد، ويؤثر على الرجل، ويؤثر على اللسان، وهؤلاء إنما أعمالهم ظاهرة أنهم مسلمون ولكن ليس معهم دافع الإيمان.

أما قوله -تعالى- في سورة الذاريات: فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يعني: قوم لوط، البيت: هم أهل بيت لوط، لا شك أن لوطا وأهل بيته ما عدا امرأته أنهم جمعوا بين الوصفين -جمعوا بين وصف الإيمان والإسلام-: الإيمان الباطن، والإسلام الظاهر ولو كان أحدهما يكفي عن الآخر.

والحاصل: أنا إذا رأينا الإسلام مطلقا فسرناه بالإيمان وبالأعمال كلها، وإذا رأينا الإيمان وحده فسرناه بالإسلام وبالأعمال كلها، وإذا ذكرا معا فأحدهما أخص من الآخر، فالأعم هو الإسلام، وأخص منه الإيمان، وأخص من الإيمان الإحسان.

بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما قوله -تعالى- في سورة الذاريات: فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يعني قوم لوط، البيت هم أهل بيت لوط، لا شك أن لوطا وأهل بيته -ما عدا امرأته- أنهم جمعوا بين الوصفين ، جمعوا بين وصف الإيمان والإسلام، الإيمان الباطن والإسلام الظاهر ، ولو كان أحدهما يكفي عن الآخر.

والحاصل أنا إذا رأينا الإسلام مطلقا فسرناه بالإيمان وبالأعمال كلها، وإذا رأينا الإيمان وحده فسرناه بالإسلام وبالأعمال كلها، وإذا ذكرا معا فأحدهما أخص من الآخر، فالأعم هو الإسلام، وأخص منه الإيمان، وأخص من الإيمان الإحسان، فمثلا لو كان هناك حائط صغير مستدير حول عشرة أمتار، طوله عشرة، وعرضه عشرة، ثم مِن ورائه حائط آخر، طوله عشرون طولا وعشرون عرضا، ثم وراءه حائط ثالث، طوله ثلاثون طولا وثلاثون عرضا، وكل واحد في وسط الآخر، أدخلنا في الواسع … أدخلنا فيه جمعا كثيرا من الناس، وقلنا: هؤلاء مسلمون، ثم أخذنا ننتقي المؤمنين وندخلهم في الثاني، وأبقينا الذين هم على وصف الإسلام ولم يدخل الإيمان في قلوبهم، أدخلنا الذين إيمانهم قوي في داخل الحائط الثاني، رجعنا إلى الحائط الثاني وأخذنا ننتقي منهم خلاصة الخلاصة الذين بلغوا الذروة في الأعمال وأدخلناهم في الحائط الصغير الذي هو عشرة في عشرة، وقلنا: أنتم أهل الصغير المحسنون وأنتم أهل الثاني المؤمنون، وأنتم أهل الثالث المسلمون، فأصبحوا ثلاث مراتب: المرتبة الخاصة هم المحسنون، والتي فوقها هم المؤمنون، والعامة هم المسلمون.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق فجعل القول والعمل من الإيمان وقال الله -تعالى-: فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وقال: لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال بُرّة أو خردلة أو ذرة من الإيمان وجعله متفاضلا .

هذه أدلة مثل الأدلة التي أشرنا إليها، واضحة الدلالة يستدل بها على أن الأعمال من مسمى الإيمان، ويستدل بها على أن الإيمان يزيد وينقص، ويستدل بها على أن أهل الإيمان يتفاوتون، فالدليل الأول: قوله -صلى الله عليه وسلم-: الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة: أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان .

والشعبة: هي القطعة من الشيء، إذا رأيته متشعبا في هذا شعبة، وفي هذا شعبة، وفي هذا شعبة، يعني قِطَع فإذا اجتمع وتواصل صار كله إيمانا.

من هذا الحديث انطلقت أفكار العلماء في ذِكر شعَب الإيمان، وأخذوا يعددونها ويذكرون ما وصل إليهم، أوسع من كتب في ذلك البيهقي العالم المشهور، له كتاب مطبوع في نحو سبعة مجلدات اسمه: "شعب الإيمان" استوفى فيه ما وصل إليه من الأحاديث التي تتعلق بالإيمان.

وكتب في ذلك -أيضا- بعض العلماء رسالة مختصرة في شعب الإيمان أوصلها إلى سبع وسبعين خصلة، بدأها بالتوحيد أخذا من هذا الحديث: أعلاها قول: لا إله إلا الله. .. وختمها بالأعمال التي فيها نفع للغير، ومنها إماطة الأذى عن الطريق. وفيما بين ذلك ذكر: الصلاة من الإيمان، والزكاة من الإيمان، والصدقات التطوعات من الإيمان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصِدْق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، ورد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتِّباع الجنائز -مثلا- وكذلك إكرام الضيف، وإحسان الجوار والرفق بالمملوك، وأخذ يعدد من هذا حتى وصل إلى سبع وسبعين خصلة، رسالة مطبوعة مستقلة صغيرة عنوانها: "شعب الإيمان" كأنه أراد أن يطبق هذا الحديث.

وهذا -بلا شك- رد صريح على فقهاء الحنفية الذين يجعلون الإيمان: هو التصديق فقط، ويجعلون الأعمال خارجة عن مسماه، ويجعلون الإيمان اسما لعمل القلب فقط، أو ليقين القلب فقط، ويقولون: إن الأعمال ثمرة من ثمراته، والصحيح أن الأعمال داخلة في اسم إيمان، وأنها من جملة الإيمان، كما سماها في هذا الحديث وقسمها.

" الإيمان ": يعني خصال الإيمان، شعب الإيمان. وبكل حال متى استوفى المسلم هذه الخصال وعمل بها سميناه مؤمنا كامل الإيمان، وإذا نقص منها قلنا: ناقص الإيمان، مؤمن ناقص الإيمان.

والخلاف هنا مع المعتزلة ومع الخوارج: فالمعتزلة بمجرد ما يترك خصلة من خصال الإيمان، يفعل معصية، يخرجونه من الإيمان، ولا يدخلونه في الكفر، بل يجعلونه في منزلة بين المنزلتين، هذا في الدنيا. وأما في الآخرة: فيخلدونه في النار، ويقولون: لا نحكم عليه بالكفر في الدنيا بحيث يقتل أو يسبى أو يسلب ماله، لا … بل نقول: لا مؤمن ولا كافر، بينهما.

أما الخوارج فيقولون: كافر، مجرد ما ارتكب ذنبا وترك طاعة خرج من الإيمان، وحل دمه وماله. هذا معتقد الخوارج.

وأما أهل السنة فيقولون: إنه مؤمن، ولكن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، يسمونه مؤمنا، ولكن مع الإيمان يتصف بالفسق، لا مانع أن نقول: مؤمن فاسق، أو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته.

لكن هنا مشكل: دليل استدل به المعتزلة ونحوهم، الحديث الذي في الصحيحين: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهبة يرفع الناس إليها بها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن كيف نجيب عن هذا الحديث؟ فإنه نفى عنه الإيمان.

لا شك أن الجواب عنه هو أن نقول كما يقول بعضهم: إن المراد: الإيمان الكامل، لا يؤمن الإيمان الكامل، بل معه إيمان ناقص، أو لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن يعني: أنه ليس معه الإيمان الذي يحجزه عن المعاصي، بل إيمانه مضطرب ومختل.

بعض الشراح يقولون: إن الإيمان يخرج منه، ويصير عليه كالظُلة مادام ملامسا المعصية، ما دام يزني، فالإيمان صار عليه كالظلة، أو مادام يسرق، يحاول السرقة، ما دام سكران، يشرب الخمر وعليه آثارها، فالإيمان عليه كالظُلة، فإذا أقلع عن المعصية أو انتهت المعصية رجع إليه الإيمان، ولكن لا يرجع إليها سالما، بل يرجع إليه مختلا وناقصا، وبكل حال دليل واضح على أن أهل الإيمان يتفاوتون.

وأما أدلة زيادته: فذكر منها ابن قدامة -كما سمعنا- بعض الأدلة كقوله: فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا .

هذه أدلة على الزيادة لكن هل هناك أدلة على أن الإيمان ينقص؟ .

يقولون: كل شيء يقبل الزيادة فإنه يقبل النقص، فمثلا: هذا الكأس يقبل الزيادة الآن من الماء، ويقبل النقص، إذا أهريق الماء الذي فيه أو بعضه نقص الماء الذي فيه، فكذلك القلب، تتوارد عليه الأدلة وتتوارد عليه الأعمال فيزيد، ثم يذهب بعضها فينقص، تأتيه شبهة فتنقص اليقين الذي فيه فيبقى ناقصا.

ومن الأدلة أيضا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: يخرج من النار من كان في قلبه دينار من إيمان، ثم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال بُرّة من إيمان، ويخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلة من إيمان، ومن كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان أليس هذا دليلا على التفاوت؟ بعضهم مثقال دينار، قطعة من الذهب، وبعضهم مثقال خردلة، حبة صغيرة معروفة.

مثقال خردلة أو مثقال ذرة دليل على أنهم يتفاوتون، هذا أنقص من هذا، وهذا أزيد من هذا، فدل على أنهم يتفاوتون.

ومما استدلوا به أيضا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مخاطبا النساء في خطبته يوم العيد: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب من إحداكن، قلْنَ وما نقصان ديننا؟ قال: أليس إذا حاضت المرأة لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟ فذلك من نقصان دينها .

فجعل تركها الصلاة -وإن كانت معذورة- نقصا في دينها، فالرجل يزيد عليها بصلاته في تلك المدة، فدل على أن الإيمان يزيد بالطاعة، بالصلاة وبالصيام ونحوها، وينقص بترك الصلاة أو بترك الصيام وما أشبهه.

وعلى كل حال إذا عرفنا الأصل، وهو أن أهل السنة قالوا: إن المؤمنين يتفاوتون، فنقول: إنهم لا يُكَفِّرُون بالذنوب، بل يَعْذُرُون العاصي، ويقولون: إنه مؤمن، ولكنه فاسق أو عاص، ولو عمل أي عمل، ما لم يكن ذلك العمل مُخْرِجا من الملة.

والأحاديث التي أطلق فيها الكفر على بعض الأعمال يقال: إنه كفر عملي، مثل: قوله: اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة .

معلوم أن هذه لا تصل إلى الكفر الذي هو الكفر بالله، والذي يبيح الدم والمال، ولكنه كفر عملي، فيه شيء من التكذيب لبعض الشريعة.

والأحاديث التي فيها الوعيد على بعض الخصال تسمى: أحاديث الوعيد، تجرى على ظاهرها؛ لتكون أبلغ في الزجر، مع العلم بأنها لا تُخرِج من الملّة، ولو كان ظاهرها فيه الإخراج من الملة.

فإذا سمعنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية هل نقول: هذا ليس من المسلمين؟ ما عمل إلا هذا العمل، هل خرج بذلك من الإيمان؟.

هذا من أحاديث الوعيد، نعتقد أنها لا تخرج من الملة، ولكن نتركه على ظاهره ليكون أبلغ في الزجْر.

وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: من غشنا فليس منا من عقد لحيته، أو تقلد وتْرا، أو استنجى برجيع دابة، فإن محمدا بريء منه بريء منه هل يكون معناه: أنه خرج من الدين؟ تذكرون…هذه الأحاديث كثيرة؛ ولذلك الإمام مسلم -رحمه الله- بدأ بكتاب الإيمان، وأورد فيه مثل هذه الأحاديث التي فيها إشكال، وأمرك بأن تقول فيها برأيك، وأن تعترف بما تتضمنه.

وفيها -بلا شك- الدلالة على أن الإيمان يتفاوت، ولو لم يكن إلا مثل: قوله -صلى الله عليه وسلم-: من رأى منكم منكرا فليغيرْه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان أليس فيه دليل على أن الإيمان يتفاوت؟ أن هنا إيمانا ضعيفا؟.

كل هذا رد على الذين يقولون: إن الإيمان شيء واحد، وإن نقصانه ذهابٌ له.

ومن أراد التوسع في هذا يقرأ ما كتبه العلماء في ذلك وتوسعوا فيه، وأوسع من كتب في ذلك شيخُ الإسلام ابن تيمية في كتاب "الإيمان" مجلد كبير، طبع في المجلد السابع من "مجموع الفتاوى" ومطبوع أيضا مفردا.

وكذلك كتاب الإيمان في "صحيح البخاري". كتاب الإيمان في "صحيح مسلم". وفي أكثر كتب المحُدِّثين.

وكذلك كتب مستقلة: كتاب "الإيمان" لابن أبي شيبة صاحب "المصنَّف". كتاب "الإيمان" لأبي عبيد القاسم بن سلام اللغوي. كتاب "الإيمان" لابن منده. وكلها مطبوعة ميسرة. نعم.
ترقبو تتمة الموضوع
الردوددددددددددددددد study


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء أكتوبر 21, 2009 4:36 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hoda3.yoo7.com
walid
المدير العام للمنتدى
walid


عدد المساهمات : 553
نقاط : 1650
تاريخ التسجيل : 19/10/2009
العمر : 30
الموقع : www.walid3.jimdo.com

فصل في أسماء الإيمان والدين Empty
مُساهمةموضوع: اعلان هام   فصل في أسماء الإيمان والدين Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 21, 2009 4:12 pm

بسم الله الرحمان الرحيم
ينهي صاحب المنتدى الى كافة الزوار انه يمكنهم المشاركة في المنتدى باي موضوع شريطة ان يكون في النطاق الاسلامي،جزاكم الله خيرا.
ونرجو الصحة والسلامة لكافة الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hoda3.yoo7.com
 
فصل في أسماء الإيمان والدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإيمان و الصحة النفسية
» أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان
» كتب خاصة باليهود و تاريخهم
» نور الإيمان وظلمات النفاق في ضوء الكتاب والسنة
» تنبيه لجميع المسلمين..."أسماء الله الحسنى" ليست نصا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهدى :: اسلاميات :: المواضيع الاسلامية-
انتقل الى: